عندما تملكني الغضب شعرت بأن عيناي تتقلب على جمرة من نار جهنم أقسمت حينها بأن ينجلي هذا الشعور بالركض حتى تتقلص اقدامي و رفع كل شيء حتى تسقط يداي و ينعكف ظهري كعجوز سار فوقه الزمن و هرم

من لحظتها بدأ جنوني ركضت في كل اتجاهات و كل طوابق المنزل و بكيت اسفل سرير و في حوض الاستحمام و أمام كل مرايا المنزل ، كان جدولي اليومي أن اعيد ترتيب المنزل ثلاث مرات، في صباح و الظهيرة و المساء ، اغير من ترتيب مقاعد و طاولات و مسح الارضية و نوافذ و زينة و من ثم الكنس و تعطير المكان ثم اعود لركض في كل مكان

“كل الامكان بحدود منزلك الصغير ، الخارج محرم الخارج يعني انحلال من الدين انحلال من الحياء الخارج يعني الموت و الجحيم “

هكذا علمني والدي أن العالم خطر و المنزل أمان ، زرع بداخلي ضعف و توتر اتجاه الخارج لا اتخيل أنني يوما ما ساوجهة العالم في الحقيقة لن يحدث و هذا ما جعلني انفجر و اكفهر حين منعني من فرصة عمل كنت احلم بها دوما و عرضني على صاحبه و كأني سلعة

والدتي تنظر إلي بشفقة و كأني قطة دهست بلا سبب ، وجعها يصلني من خلال عينيها ، سحقًا لا تنظري هكذا فأنتِ مصدر قوتي لا تكوني سبب في عجزي !!!

كالعادة يبدأ صباحي بصوت ديك جارنا المزعج ، افتح عيناي على يوم بائس ، احرك يداي هزيلة و قدماي المتورمة ، غصة صعدت من باطني بقوة فاستقرت في حنجرتي ، تصلبت عيناي من شدة اللاشعور، سقطت فجأة فوجدتني تحت السرير ، آه تحت سرير مكاني مفضل و أظنه مكان احتضاري و موتي ، بكيت بلا صوت و انشق السرير فجأة و رأيت السماء ضاحكة و الشمس تمد اذرعها نحوي ، العصافير تسحبني من ثيابي نحو السماء هناك مرقدي و سلامي ، سماء ممتلئة باناس يرتدون ثياب بيضاء كالسلام ، يداعبون وجنتي و يتمتمون بكلام لا افهمه أظنها لغة الجنه ، سماء بيضاء جدا و لها رائحة جميلة تشبه رائحة نظافة منزلي من بعد هلاكي ، آه شيء ما يدغدغ يداي و أشعر بأن النوم استلقى فوقي ..

– استقرت حالتها بصعوبة فعقلها شارد و جسدها متعب جدا سترتاح هنا لفترة